أبرز 3 طرق لعلاج مشكلة الكذب عند الاطفال: أهمها أن تجنب الوالدان تزييف الحقائق
اتباع الأسس التربوية السليمة ليست أمرًا سهلًا، لذا قررنا -خلال هذا المقال- أن نسلط الضوء على حقيقة أن التربية ليست مقتصرة على توفير الطعام والملابس للأبناء فقط، وإنما مسئولية كبيرة ينبغي تحملها من أجل إعداد وتقويم سلوكيات الطفل منذ نعومة أظافره، حتى يخرج إلى المجتمع سويًا دون أي مشكلات نفسية. وإنّ الحياد عن تلك الأسس التربوية السليمة قد تؤدي لنشأة طفل يعاني العديد من السلوكيات المنبوذة في المجتمع، الأمر الذي يضع الطفل والأبوين في الكثير من مواضع الحرج.
ومن بين تلك السلوكيات: مشكلة الكذب عند الاطفال، فكيف يمكن السيطرة عليها؟ نتعرف على أبرز 3 طرق لعلاج المشكلة في سطور هذا المقال وطرق تفادي الطفل الكذب من البداية.
الطفل مرآة لسلوكيات والديه
تُشبه شخصية الطفل “عجينة الصلصال” التي تُشكَّل وفقًا لسلوكيات وآراء وتوجهات كلا الأبوين، لهذا إن كان أحد الأبوين يُبدع في تزييف الحقائق، حتى وإن كان على سبيل المزاح أو ما يُطلق عليه ” الأكذوبة البيضاء”، فإن الطفل سيعتاد على تكرار الأمر ذاته دون تفكير.
مثال توضيحي: يرن تليفون المنزل فيُقبل الطفل على الرد ثم تقاطعه الأم قائلة: “انتظر، قل للمتصل والدتك ليست هُنا”. قد يبدو هذا التصرف تلقائيًا ولا تقصد به الأم سوى تأجيل الرد على المتصل، إلا أن الطفل سوف يعتاد على الكذب ما دام أن عقله الباطن سجل أن هُناك أنواع من الكذب لا تضر أحدًا في شيء.
إنّ مواجهة الحقائق هي أولى خطوات التخلص من المشكلة، لذلك إن راجعت تصرفاتك ووجدت أنك تفعل مواقف مماثلة، فتوقف، وقم بتقويم طفلك على الفور.
أسباب الكذب عند الاطفال.. لا تقتصر على تقليد الوالدين فقط
هُناك العديد من المسببات التي تؤدي إلى مشكلة الكذب عند الاطفال، من بينها ما يلي:
- الخوف من الوقوع في المشاكل، خاصة فيما يتعلق بالمشاكل المتعلقة بالدراسة التي قد تُعرضهم إلى العقوبات من قِبَل المُعلمين.
- الخوف من عقاب الأبوين من خلال تعنيف أطفالهم والتعدي عليهم بالضرب في بعض الأحيان.
- الرغبة في الحصول على شيءٍ ما، كالرغبة في الحصول على قسط إضافي من الراحة واللعب، أو عدم الذهاب إلى المدرسة.
- محاولة لفت نظر من هم أكبر سنًا عبر جعل القصص التي يقصّونها أكثر إثارة وتشويقًا حتى يستمع إليهم المحيطون بإنصات.
ينبغي العلم أن الطفل في المرحلة الأولى من عمره لا يُدرك ما له وما عليه، ولم يكتمل نموه العقلي أو الجسدي بعد، لذلك ينبغي احترام خيال الطفل الذي يقوم بسرد القصص، وترك المجال له من أجل التعبير عمّا بداخله من أفكار، ولكن مع الحرص على تقويمه ومنعه عن ممارسة عادة الكذب، فهُناك فرق واضح بين كلتا الحالتين يُمكن للأبوين اكتشافه بسهولة.
كيفية علاج مشكلة الكذب عند الاطفال
إن كانت مشكلة الكذب عند الاطفال قد بدأت في الظهور بالفعل، فمن الحتمي الانتباه إلى العوامل التي أدت إلى ظهور تلك الخصلة ومحاولة تجنبها قدر المستطاع. وتشمل طرق التعامل الصحيحة مع مشكلة الكذب الآتي:
تجنب طرح الأسئلة بطريقة عنيفة
عدم توجيه الأسئلة بطريقة مشابهة لأسلوب التحقيق، والابتعاد تمامًا عن أساليب العنف، لأن ذلك سيضع الطفل في موقف محرج وتجعله يكذب لتفادي العقاب.
مثال توضيحي: طرح سؤال مثل “هل كسرت زجاج النافذة؟” بطريقة عنيفة وصوت مرتفع تُثير الخوف في نفس الطفل مما يدفع إلى الكذب.
التحدث مع الطفل دائمًا والاستماع له جيدًا
ينبغي توفير قدر عالٍ من العطف والاهتمام عبر الاستماع جيدًا إلى الطفل دون قطع حديثه، وعدم منعه من التعبير عن أفكاره، بجانب منحه فرصة للعب بحرية ومشاركته مشاعر السعادة، وإشعاره بالحب والتقدير، وتحقيق العدل بينه وإخوانه، فتلك النصائح تساهم في علاج ضعف الشخصية عند الأطفال، وتساعد على منع الطفل من ممارسة عادة الكذب.
اتفاق الوالدين على أسلوب تربوي موحد
ينبغي أن يتبع الوالدان منهج التربية ذاته حتى لا يُصاب الطفل بالتشتت، بجانب محاولة بذل جهود كبيرة ليكونا قدوة حسنة لأبنائهم.
وإن قمت بتجربة تلك الوسائل في علاج مظاهر الكذب عند الأطفال ولم تُجدِ نفعًا، فقد تكون بحاجة إلى تعديل سلوك الطفل عبر الاستعانة بأخصائي علاج نفسي يُقدم جلسات إرشاد تربوي ونفسي لطفلك لمساعدته على التخلص من عادة الكذب بسهولة.
إنّ مركز ucan يقدم لك كافة خدمات العلاج النفسي تحت إشراف الأخصائي النفسي أحمد الهلالي -رئيس قسم وحدة التأهيل النفسي بمركز الرازي الطبي، والعضو المنتدب لشركة سوا للتدريب والاستشارات، والحاصل على ماجستير الدراسات النفسية- من أجل مساعدتك في حل مختلف المشكلات النفسية والتربوية.
احجز موعدك الآن!
إقرأ أيضاً:
كيفية معالجة الكذب عند الاطفال