التراكمات السلبية.. أهم أسباب كثرة المشاكل الزوجية
التراكمات السلبية والنزاعات الزوجية، دوامة يخوضها جميع الأزواج بين حين وآخر خلال حياتهم الزوجية، قد يمرون منها مرور الكرام دون أن تؤثر في علاقتهم، وقد يَلِجوا إلى طريق مظلم مسدود لا رجعة منه يملأه المشاكل والصراعات بين الزوجين.
في السطور التالية نوضح كيف تُحول التراكمات السلبية حياة شريكي الحياة من جنة يرجون العيش بها إلى آخر العمر، إلى جمر يَنكَوُن بناره صباحًا ومساءًا، وتُصبح تلك التراكمات سببًا من أهم أسباب كثرة المشاكل الزوجية.
المواقف السلبية المخزنة بذاكرتك.. قد تكون سببًا في المشاكل الزوجية
منذ اللقاء الأول تُنصب خانة جديدة في عمق الذاكرة تبدأ في تجميع وتخزين كل حركة وفعل لذلك الشخص المُرجح أن يكون أهم وأقرب شخص لنا في الحياة.
ففي البداية نُسلط الضوء على أفعاله الحميدة، نفرح ونسعد بها، ونتجاوز عما قد يُسبب لنا المتاعب من سلوكياته ونتغاضى عن بعض أفعاله، رغبةً في إكمال الحياة معه دون منغصات. ولكن هل ذاكرتك ستتماثل لقرارك؟
تذكر .. الذاكرة غير خاضعة لسيطرتك!
قد نستطيع السيطرة على أفكارنا في بداية العلاقة، ولكن سرعان ما يتخذ جسدنا رد فعل مختلف، يمكن ملاحظته عندما تتبدل ملامح أحد طرفي العلاقة من السعادة إلى الحزن أو القلق بمعرفته حضور شريك حياته في نفس مكان وجوده.
شعور داخلي يحيل بين طرف وشريك حياته، ويمنعه من الاستمتاع في حضرته، ويرغب في الابتعاد عنه، ليسأل نفسه في شك، كيف تحول ذلك الحب الكبير إلى علاقة هشة!
ذلك نتاج ما خُزّن بذاكرتك من مواقف سلبية عن شريك حياتك وأردت التغاضي عنها من بداية التعارف وخلال فترة الاستعداد للزواج والفترة الأولى منه، والآن تطفو تلك المواقف أمامك واحدة تلو الأخرى، فتبني سدًا منيعًا بينك وبين شريك حياتك، وتُصبح سببًا من أسباب كثرة المشاكل الزوجية في حياتك.
كيفية التخلص من التراكمات السلبية و أسباب كثرة المشاكل الزوجية
أهم ما يميز العلاقة الزوجية شدة قرب طرفيها معنويًا وحسيًا، واستدامتها لسنوات طوال، قد تكون تلك الخصائص سمة إيجابية تُساعد الزوجين على عيش حياة أفضل بقربهما من بعضهما البعض، وذلك في حال نجاحها وتحقيقها معاني السكن والمودة التي أتصفت بها في القرآن الكريم، أو تُصبح سبب نشوب المشاكل والصراعات اليومية التي لا حصر لها.
لا تنس أنك المتحكم الأول في حياتك الزوجية، فبإمكانك عيش حياة زوجية سعيدة مع شريك حياتك تسعدان بها بعيدًا عن التراكمات النفسية السلبية من خلال:
- معرفة مميزات وعيوب الطرف الآخر من بداية العلاقة دون أن تتغافل عنها، والتأكد من قدرتك على تقبلها والتعايش معها.
- العتاب ومناقشة المواقف التي تشعر فيها بظلم شريك حياتك لك، والتحدث معه بوضوح عمّا شعرت به حيال فعله. ولكن احذر الغضب عند التعبير عن رأيك، وحافظ على هدوئك كي لا يشعر شريك حياتك بأنه عدوك.
- في حال زيادة الخلافات يمكنكما اللجوء إلى حَكَم يرتضيه كليكما وشرح الوضع له كي يعمل كوسيط لتقريب وجهات النظر، ولكن تأكدا أولًا من قدرته على الحُكم على الأمور بموضوعية وعدم تحيزه لطرف دون الآخر. وإن لم تجدا وسيطًا مناسبًا يمكنكما استشارة أحد المتخصصين في حل المشاكل الزوجية و علاج كثرة المشاكل بين الزوجين لاستشارته، والحصول على استشارات أسرية تُساعدكما على تجاوز خلافاتكما.
- لا بأس في هدنة قصيرة يبتعد فيها الزوجان عن بعضهما لفترة معينة، فقد يكون وجود شريكي الحياة مع بعضهما البعض طوال الوقت من أسباب كثرة المشاكل الزوجية بينهما، لذا قد يكون البعد المؤقت وسيلة مناسبة في بعض الأحيان لتهدئة الوضع.
للسيطرة على التراكمات السلبية.. ابنِ ذكريات أخرى سعيدة
لا توجد وسيلة للسيطرة على التراكمات والمشاعر السلبية بين الزوجين أفضل من مجابهتها بالذكريات السعيدة، لذا احرص على تنفيذ الآتي قدر المستطاع:
- استقبل شريكك بوجه بشوش وعبر عن حبك له كلما تسنى لك، ولا تتحجج بضغوط ومتطلبات الحياة، فذلك سيُشعرك بالراحة عندما ترى مردوده من سعادة وفرح في عيون الطرف الآخر.
- إظهار الامتنان وقول جميل الكلام لشريك حياتك باستمرار، والثناء على جميل فعله ودوره العظيم في نجاح العلاقة واستقرار الأسرة.
- حاولا أخذ عطلة بين الحين والآخر والخروج في نزهة -وإن كانت بسيطة- تبتعدان خلالها عن ضغوط الحياة والعمل.
وأخيرًا، أنت لا تحتاج إلى معجزة للتخلص من أسباب كثرة المشاكل الزوجية، بل تحتاج إلى اتخاذ القرار ببذل كل ما تستطيع من جهد لإنجاح العلاقة وعيش حياة سعيدة.