هل تذكر ذلك المشهد في أحد الأفلام القديمة عندما جسّد الفنان يحيى الفخراني دور شخص أُصيب بنوبة من الضحك الهستيري الذي لم يستطع إيقافه في أثناء تأديته لواجب عزاء؟ يُطلق على هذه الحالة -من ناحية الطب النفسي- اسم “نوبة الهوس mania” وهي حالة من الابتهاج والشعور بالفرحة الشديدة، وهي أحد اعراض ثنائي القطب -أحد الاضطرابات النفسية الشائعة-، ومحور حديثنا في هذا المقال، فتابع السطور التالية.

نبذة عامة عن اضطراب ثنائي القطب

يعرف اضطراب ثنائي القطب بالإنجليزية باسم Bipolar disorder، وهو اضطراب عقلي يسبب تقلبات مزاجية شديدة، إذ تجد المريض تارة في أقصى حالات شعوره بالسعادة، وتارة أخرى مُصاب باكتئاب شديد، بل قد يعاني أفكارًا انتحارية.

ويشير الأخصائي النفسي أحمد الهلالي -الحاصل على ماجيستير في الدراسات النفسية، ومدير مركز يوكان– أن هذه التقلبات المزاجية قد تؤثر بصورة سلبية في النوم والتصرفات والقدرة على التفكير بوضوح والطاقة والأنشطة العامة، وقد تحدث تلك التقلبات المزاجية نادرًا أو عدة مرات في السنة الواحدة، ويُعد هذا الاضطراب مزمنًا، ولكن يمكن السيطرة عليه دوائيًا وعن طريق العلاج السلوكي المعرفي وجلسات الاستشارات النفسية.

اعراض ثنائي القطب

يمكن أن يُصاب المريض بهذا الاضطراب في أي عمر، وقد يصيب الذكور والإناث بنسب متقاربة، ولكي يتم تشخيص المريض به، ينبغي أن يصاب بنوبة هوس واحدة على الأقل. ومن اعراض مرض ثنائي القطب عند النساء أو الرجال المصابين بالهوس ما يلي:

  • الشعور بالنشاط.
  • التمتع بنشاط زائد عن الطبيعي.
  • النشوة والثقة بالنفس بشكل مبالغ فيه.
  • الشعور بالقدرة على فعل أي شيء.
  • التحدث بسرعة على غير العادة.
  • وجود سيل من الأفكار الوهمية.
  • قلة النوم وفقدان الشهية.
  • اتخاذ قرارات متهورة خطيرة، مثل إنفاق الكثير من المال في غير محلّه أو القيام بأنشطة خطرة.

اعراض ثنائي القطب عند المراهقين والأطفال

تتشابه اعراض ثنائي القطب عند الاطفال والمراهقين مع أعراض هذا الاضطراب عند البالغين، إلا أنه قد يصعب اكتشافها؛ إذ قد يختلط الأمر إذا كانت هذه الأعراض علامات تدل على إصابة الطفل -أو المراهق- باضطراب ثنائي القطب، أم أنها نتيجة تعرّضه لصدمة نفسية أو ضغط عصبي.
وقد يختلف الأمر عن أعراض البالغين في سرعة تقلب الحالة المزاجية بين نوبات الهوس أو الهوس الخفيف أو الاكتئاب، وقد تجد بعض الأطفال لا يعانون أي تغيرات مزاجية في الفترات ما بين النوبات المختلفة.

ومن اعراض ثنائي القطب عند المراهقين والأطفال الأكثر بروزًا هي التقلبات المزاجية الحادة التي تختلف عن التقلبات المزاجية المعتادة، كما أنك قد تلاحظ ما يلي عند إصابة الطفل/المراهق بنوبة الهوس:

  • ضعف قدرتهم على التواصل الجيد مع الأصدقاء وأفراد الأسرة.
  • التحدث بسرعة بالغة -مثل أعراض ثنائي القطب عند البالغين السالف ذكرها- لدرجة عدم السماح للآخرين بالتحدث.

بينما أعراض نوبة الاكتئاب قد تشمل ما يلي:

  • انخفاض في المستوى الدراسي.
  • البكاء.
  • عدم الاستمتاع بالأنشطة اليومية.
  • اضطرابات النوم مثل الاستيقاظ في أوقات مبكرة غير معتادة أو أوقات متأخرة للغاية.
  • الحساسية المفرطة تجاه الرفض أو الفشل.
  • الشكوى من بعض الأعراض العضوية مثل الصداع أو ألم المعدة أو ألم العضلات أو الشعور بالإرهاق.
  • وصف أنفسهم بأوصاف سلبية.

ويجب التواصل مع الطبيب النفسي فورًا عند ملاحظة ظهور أي ميول انتحارية عند الأطفال أو المراهقين، أو عند ظهور أي من اعراض ثنائي القطب المذكورة.

علاج اضطراب ثنائي القطب

أسباب الإصابة باضطراب ثنائي القطب

يشير الأخصائي النفسي أحمد الهلالي إلى عدم وجود أسباب بعينها تؤدي إلى الإصابة باضطراب ثنائي القطب، ولكن أشارت الأبحاث إلى وجود بعض الفرضيات جرّاء الإصابة وهي:

  • حدوث تغيرات في كيمياء المخ.
  • الجينات، إذ تعد الإصابة بهذا الاضطراب شائعة إذا كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى -مثل الوالدين يعاني منه.

ومن عوامل الخطر المحتملة ما يلي:

  • التعرض لصدمات نفسية شديدة.
  • الإدمان.

ماذا يحدث إذا تم إهمال علاج هذا الاضطراب؟

يشدد الأخصائي النفسي أحمد الهلالي على ضرورة البدء في مراحل علاج اضطراب ثنائي القطب فور تشخيصه نظرًا لوجود الكثير من المضاعفات المحتملة التي قد تؤثر في جودة حياة المريض مستقبلًا، ومنها:

  • إدمان الكحول أو المخدرات.
  • الأفكار أو التصرفات الانتحارية.
  • مشكلات مادية أو قانونية.
  • توتر وانهيار العلاقات الاجتماعية.
  • ضعف الإنتاجية في العمل أو في المدرسة (بالنسبة للمراهقين والأطفال).

مشكلات نفسية أخرى قد تصاحب ثنائي القطب

قد يعاني مريض اضطراب ثنائي القطب من مشكلات صحية أخرى تتطلب علاجًا متوازيًا مع علاج اضطراب ثنائي القطب، وقد تزيد هذه المشكلات من اعراض ثنائي القطب أو تؤثر بالسلب في نجاح الخطة العلاجية، ومن أمثلة هذه المشكلات ما يلي:

  • اضطرابات القلق.
  • اضطرابات الأكل.
  • اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
  • أمراض عضوية، مثل أمراض القلب أو أمراض الغدة الدرقية أو الصداع أو السمنة المفرطة.

نصائح لنجاح علاج اضطراب ثنائي القطب

دائمًا ما تجد أفضل دكتور لعلاج ثنائي القطب وكذلك أفضل الأخصائيين النفسيين ينصحون بإجراء تغييرات في نمط الحياة تزامنًا مع العلاجات الموصوفة مثل العلاج الدوائي والعلاج النفسي للحد من تفاقم الأعراض، والعيش بحياة أكثر صحية وإنتاجية، وفيما يلي بعض النصائح والإرشادات:

  • الامتناع عن شرب الكحوليات وإدمان المخدرات.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • إنشاء علاقات صحية وسوية بأُناس يتفهمون طبيعة المشكلة وقادرون على دعم المريض معنويًا وتنبيهه بضرورة زيارة الطبيب بمجرد ظهور أعراض عليه.
  • إنشاء روتين صحي للنوم وتناول الطعام وممارسة الرياضة.
  • استشارة الطبيب أولًا قبل تناول أي أدوية أخرى بما فيها الأدوية غير الموصوفة بروشتة طبية لتفادي حدوث أي تفاعلات دوائية.
  • متابعة التقلبات المزاجية اليومية وتسجيلها، وكذلك تسجيل نمط النوم والأنشطة والمشاعر، ويمكن القيام بذلك عن طريق تدوين اليوميات أو استخدام تطبيقات الهاتف، ويساعد القيام بهذه الخطوة الطبيب والأخصائي النفسي المُتابع للحالة في معرفة العوامل التي تسبب تفاقم الأعراض، وبالتالي وضعها في الحسبان وإجراء التعديلات اللازمة في الخطة العلاجية.

يسعد مركز يو كان بتقديم كافة الاستشارات النفسية لعلاج اضطراب ثنائي القطب، فإذا رغبتم في حجز موعد يُمكنكم التواصل معنا عبر أرقام التواصل الموجودة أمامكم في الموقع الإلكتروني.

اقرأ أيضاً:

مدة علاج ثنائي القطب

أعراض ثنائي القطب عند المرأة

متى تلجأ إلى معالج نفسي؟