الشعور بالحزن، واليأس من كل شيء يحاوطهم، الرغبة في الانزواء بعيدًا عن الجميع جُل ما يرغبون به، هكذا تمر حياة “مرضى الاكتئاب”، فهل هناك وسيلة تمنحهم الأمل في العودة لممارسة الحياة بصورة طبيعية من جديد؟
هل النظر في تجارب شفيت من الاكتئاب سابقًا قد يُساعدنا في علاج المرضى الآخرين؟ أم لكل حالة ظروفها المختلفة؟ هل يرغب مرضى الاكتئاب في العلاج من الأساس؟ أم أن محاولات الأطباء لا جدوى منها؟ لنتعرف على ذلك سويًا بالاطلاع على المقال التالي…

هل يرغب مرضى الاكتئاب في العلاج؟

لا يوجد أحد على اختلاف طبيعته وشاكلته يؤيد البقاء وحيدًا، فقد خُلق الإنسان وداخله نزعة تميل إلى مشاركة الآخرين، يأنس ويؤنس به، ومحاولة طمث تلك الفطرة لن يُحقق سوى الشعور بالمزيد من الألم.
من منا لا يرغب في أن يكون سعيدًا، أن يتطلع إلى أحلامه بشغف ويعزم الخطى على تحقيقها وإنجازها، ولكن الخوف من تكرار الفشل والشعور بالخذلان يُعيقه عن السعي والمحاولة من جديد.

خلاصة القول، قد يبدو على مرضى الاكتئاب عدم الرغبة في تغيير حياتهم، ولكن الحقيقة ليست كما تبدو، إذ يصرخ داخلهم طلبًا للعون، فقط يحتاجون إلى دليل يثبت أن سعيهم لن يُكلل بالفشل مرة أخرى، وأفضل دليل يُقدم لهم قصص و تجارب شفيت من الاكتئاب من قبل.

كيف نمد يد العون لمريض الاكتئاب؟

الفشل والإخفاقات المتكررة التي مر بها مريض الاكتئاب خلال حياته، قد تجعله فاقدًا للأمل، رافضًا جميع محاولات البدء من جديد أو السعي للخروج من قوقعته مرة أخرى إلى أن يستمع إلى قصة أحد الناجين من الاكتئاب!
سماع المريض عن تجارب شفيت من الاكتئاب قد يكون له تأثير مذهل في نفسه، وقد يكون أهم عامل يُعطيه دفعة للأمام ويشجعه على زيارة الطبيب النفسي واتباع الإرشادات والنصائح النفسية التي يقدمها له لتجاوز أزمته بسلام.

قصص نجاح تجارب شفيت من الاكتئاب

يُعد النظر إلى قصص نجاح الحالات التي تمكّنت من التعافي من الاكتئاب وكسر شعورهم باليأس والحزن بوصلة لكل مريض فقد الأمل من العلاج وتحسن حالته النفسية.
وإن أمعنّا النظر في قصص تلك الحالات سنجد عدة عوامل رئيسية مكنتهم من تجاوز أزمتهم، أهمها:

  • صدق النية والعزم على المحاربة وعدم الاستسلام لليأس والشعور بالحزن والوحدة.
  • مجاهدة النفس على الالتزام بتعليمات وإرشادات الطبيب، وتناول الأدوية وحضور الجلسات.
  • الابتعاد عن الأشخاص غير الأسوياء ممن يحملون أفكارًا سلبية عن الحياة.
  • طلب العون من المحيطين وإشراكهم خطوات العلاج كي لا يشعرون بالوحدة ويكونوا لهم عونًا يساعدهم على إكمال الرحلة.

دور العلاج النفسي في التخلص من الاكتئاب

لن يتمكن مريض الاكتئاب من التخلص من شعوره بالفشل والانتباذ دون مساعدة متخصص يُناقش معه أفكاره بصوت عالٍ، يُساعده على الحكم على المواقف السلبية التي مر بها بواقعية لتجاوز مخاوفه والأفكار السلبية التي تراوده باستمرار.
عادةً ما تسير خطة الطبيب النفسي في علاج الاكتئاب في اتجاهين، العلاج الدوائي، واستخدام مضادات الاكتئاب، إلى جانب العلاج المعرفي السلوكي، وحضور جلسات فردية مع الطبيب أو جلسات جماعية يتقاسم فيها المريض تجاربه ومخاوفه مع مرضى مشابهين له.

مدة علاج الاكتئاب

إلى متى يستمر العلاج النفسي لمريض الاكتئاب؟

عادةً ما يتساءل ذوي المرضى: هل يعالج الاكتئاب نهائيا؟ خوفًا من انتكاس مصابيهم بعد العلاج، لذا يجب توضيح أن آلية العلاج النفسي مختلفة تمامًا عن العلاج العضوي، فكيمياء المخ التي تتعرض للخلل وتؤدي إلى اضطراب المريض وإصابته بالاكتئاب لا يمكن إصلاحها نهائيًا بالدواء.
تُسهم الأدوية في الحد من أعراض الاكتئاب عند المراهقين والبالغين، جنبًا إلى جنب مع العلاج السلوكي ومناقشة أفكار المرضى مع الطبيب، بعد فترة من الالتزام بالخطة العلاجية الموضوعة من قبل الطبيب النفسي فقد يأمر بالتوقف عن استخدام الأدوية.

وفي حال استمرار تحسن الحالة يقل معدل الجلسات، وتُصبح جلسة واحدة يباشر خلالها الطبيب مناقشة حالة المريض على فترات متباعدة كافية للاطمئنان على الحالة.

“الصبر .. ضبط النفس .. المحاولة من جديد” ثلاثية نجاح تجارب شفيت من الاكتئاب

لن يحصل المريض على نتيجة فورية بالعلاج وحضور الجلسات مع الطبيب، وقد يحتاج العلاج من الاكتئاب شهورًا طوالًا، ينبغي على المريض خلالها التحلي بالصبر وضبط النفس ومجابهة مخاوفه وأفكاره والسيطرة عليها والمحاولة من جديد كلما انتابه الشعور باليأس إلى أن يُتوّج مسعاه بالنجاح.

وننهي معكم مقالنا بهذا الاقتباس..
“إن الانتصار الحقيقي لأي إنسان ليس في أن يستثمر مكاسبه وأرباحه، وإنما الانتصار الأهم هو أن يحوّل هزائمه وعثراته وخسائره الشخصية إلى نجاحات وانتصارات، وهو أن يؤمن دائمًا بأن الإرادة والكفاح والصبر على المكاره هي أسلحة الصباح لتحقيق الأماني والأحلام وقهر خفافيش الظلام التي تجمع الهاربين من الحياة .. فأعط الصباح فرصته يا صديقي فقد نتغير نحن ونصبح أكثر قدرة على تحمل الحياة والظروف، أو ربما أن نسعد بها أو أن نبدأ منها رحلة التغيير”.
(عبد الوهاب مطاوع)

اقرأ أيضاً:

ما هي مدة علاج الاكتئاب المتوقّعة؟

ما هي طرق الوقاية من الاكتئاب؟

هل اعراض الاكتئاب الشديد مؤشر خطر؟

هل الاكتئاب يسبب ألم في الجسم؟