يُلاحظ السلوك العدواني عند المراهقين بدءًا من مرحلة البلوغ على الأغلب بسبب التغييرات الفكرية التي تطرأ على شخصيتهم فجأًة، الأمر الذي يُنشئ حواجز نفسية وفكرية بينهم وبين أولياء الأمر، فكيف يمكن وضع حد لتلك المشكلة؟ وما هي الحلول التي يمكن أن تساعد الشباب والأهالي في تخطي تلك الأزمة؟ في هذا المقال سوف نسلط الضوء على بعض النصائح للمساعدة في علاج العدوانية عند المراهقين.

العدوانية عند المراهقين: كيف تبدأ وإلى أين تنتهي؟

تبدأ العدوانية عند المراهقين عند ملاحظة صعوبة التعامل مع الشاب أو الفتاة بسبب ردود الفعل غير المتوقعة مثل: التعدي على الكبار من خلال الكلمات البذيئة أو حتى اللجوء إلى العنف من خلال الضرب أو تكسير الأشياء أو الصوت العالي.
تُفسَر تلك التصرفات في علم النفس بأن المراهق يقوم بحماية نفسه تلقائيًا بسبب عدم شعوره بالأمان، أو نتيجة اختلافه المتكرر في الآراء مع الأهل بالمنزل أو حتى مع الزملاء في المدرسة.
تبدأ العدوانية طفيفة ثم تزداد بمرور الوقت، حتى أنها يمكن أن تتسبب في العديد من الكوارث بين المراهق والأشخاص المحيطة به إن لم يخضع إلى خطة تعديل سلوك عاجلة.

نصائح للتصدي إلى العدوانية عند المراهقين

كيفية التعامل مع المراهق العدواني؟ نسرد لك بعض النصائح التي تساعدك في تخطي المشكلة قدر المستطاع:

وضع قوانين منزلية بمنتهى الحيادية

من الضروري أن يضع الأهالي قوانين في المنزل لكي يلتزم بها أبنائهم منذ مرحلة الطفولة، بدلًا من الانتظار إلى وصول الأبناء لمرحلة المراهقة حتى يتصرفوا معهم بحزم غير مسبوق، فقد يتسبب ذلك في تشويش ذهن المراهق، ففجأةً بعدما كانت الأسرة متفهمة لطفولته أصبحت حازمة دون تفسير منطقي!
بجانب هذا ينبغي ألّا يكون هناك تناقضات بين النصائح الموجهة من قِبَل الأب والأم، فيحنذاك تكون الرسائل المرسلة إلى المراهق غير واضحة، وقد يتجاهلها متى رغب، لذلك من الضروري الاتفاق في المنزل على آراء واضحة وقوانين عقاب متماثلة.

تشجيع سلوكيات صحية

إن تشجيع سلوكيات محددة والتزام الأهل بأدائها في الحياة اليومية سوف يساعد المراهقين على تقليدها، لذلك ينبغي للأهل الحرص على ممارسة سلوكيات صحيحة وتجنب ردود الأفعال العنيفة كاستخدام الصوت العالي والشتائم وما إلى ذلك عند النقاش والتوجيه.

عدم اللجوء إلى العنف الجسدي في المنزل

يلجأ بعض الآباء إلى تقويم سلوك أبنائهم بالضرب منذ الصغر والاعتداء على خصوصيتهم لفظيًا حتى يخضعوا لأوامرهم. مثال: أنت فاشل ولن تُصبح شخصًا يُعتمد عليه، أو سوف أقوم بإخراجك من المدرسة حتى تتعرف على قيمة الأشياء المقدمة إليك. إن توجيه مثل تلك العبارات يعزز العدوانية عند المراهقين ويجعلهم في موقف دفاعي دائمًا لتجنب هذا النوع من تقليل الذات.
إذا كنت منزعجًا من ابنك وتشعر بالرغبة في توبيخه، فمن الأفضل أن تنفرد بذاتك في إحدى الغرف بالمنزل وتحاول أن تهدأ قبل أن تتحدث معه عن الموقف.

الصداقة مفتاح التربية

لا يعي العديد من الآباء قيمة الصداقة بينهم وبين أبنائهم في علاج مشاكل المراهقة، فقد تُسهل الصداقة جميع محطات التربية دون حدوث أي من العرقلة، فالتواصل الجيد مع المراهق يكسبه الثقة ويُساعده على إبداء التفاهم الدائم والتعاطف والاستماع الجيد، وحينها لن يخشى العقاب بالقدر الذي يخشى فيه خسارة الأب والأم كأصدقاء.

التحلي بالصبر والهدوء

إن الحفاظ على الهدوء الدائم والتحلي بالصبر يساعد في علاج العدوانية، خاصة عندما يكون الشاب غاضبًا، فتحلي الوالدان بالهدوء لن يترك مجالًا لتمادي الشاب المراهق في المناقشات أو التصرفات العدوانية.
وبعد انتهاء الموقف والمناقشات، يمكن للمراهق رؤية الصورة بوضوح دون أن تكون أنت قد أخطأت بردود الفعل التي تترك له مجالًا للتمادي دون الاعتراف بخطئه.

استعادة الثقة بالنفس عند المراهقين

جلسات تعديل السلوك تُساعد على علاج العدوانية عند المراهقين

قد لا تُجني الإرشادات المذكورة أعلاه النتائج الإيجابية المتوقعة، حينها ينبغي الخضوع لبرنامج علاجي سلوكي معرفي مُخصص لحالة المراهق.
يتم تحديد البرنامج العلاجي وفقًا لمسببات المشكلة بعد التحدث مع الأهالي وجمع البيانات حول الشاب وتحديد طبيعة السلوك العدواني، وبناءًا عليه توضع خطة علاجية مناسبة لتعزيز شخصية المراهق ومساعدته على تقبل ذاته ومن حوله، والتكيف مع المجتمع دون عدوانية.
يتم في كل جلسات تعديل السلوك تدريب المراهق على التحكم في ردود أفعاله، وكذلك تدريبه على طرق التعامل الصحيحة مع مختلف المواقف التي تواجهه.

إلى هُنا نكون قد انتهينا من مقالنا هذا الذي يحمل عنوان “علاج السلوك العدواني لدى المراهقين”. أعزائي الآباء والأمهات، إن الأمر لا يستهان به حقًا ونحن نعلم مدى صعوبة التعامل مع مراهق عدواني متمرد في المنزل، لكن الصبر والتحلي بالهدوء هو مفتاح مرور تلك المرحلة بسلام، بجانب اللجوء إلى جلسات تعديل السلوك في وقت مبكر لتحقيق أفضل النتائج.

يمكنك حجز موعد في مركز يوم كان عبر الأرقام الموجودة على الموقع الإلكتروني، وسوف يُساعدك المختص في تقديم استشارات تربوية ونفسية للتعرف على أكثر الأساليب والوسائل الإرشادية للتعامل مع ابنك وتخطي تلك الأزمة بأقل الأضرار الممكنة.

إقرأ أيضاً:

كيفية التعامل مع المراهقين البنات

اعراض الاكتئاب عند المراهقين

اعراض الحالة النفسية عند المراهقين.. من السبب؟