من منا لا يتمنى أن يكبر أطفاله في بيئة صحية تتسم بالاحترام المتبادل والتفاهم الدائم؟ بالتأكيد جميعنا، لكن ما يجعل تلك الآمال تظل في خانة “الأمنيات صعبة المنال” هو اتباع المرء أسلوب يشيع عنه أنه من ضمن الاساليب الصحيحة في تربية الاطفال.

 

الاساليب الصحيحة في تربية الاطفال، كيف تخدع نفسك؟

تحظى التربية بمكانة بالغة الأهمية في كل مجتمع، فهي تُعَبّر عن المستوى الأخلاقي والتعليمي لأفراد هذا المجتمع، لهذا لا بد أن نعيد النظر مرارًا وتكرارًا في الأساليب التي نتبعها في تربية أبنائنا وعلى أن نختار أكثرها نفعًا لهم.

هناك بعض الأفعال مثل الصراخ قد تبدو في بادئ الأمر -بالنسبة للآباء- فعالة في منع الطفل من إيذاء نفسه ومن حوله، لكن من الضروري النظر في تأثيرها على المدى الطويل، هل هي نافعة أم ضارة للطفل.

اعرف كيف تختار دكتور نفسي اطفال متخصص .

القسوة كـ طريقه تربيه الاطفال المزعجين وكثيري الحركة

بعض الآباء يعتمدون على القسوة والصراخ في تهذيب أبنائهم ويظنون أنها من ضمن الاساليب الصحيحة في تربية الاطفال، وقد يصل الأمر ببعضهم أن يراها الطريقة المثلى لتربية الاطفال وغيرها لا نفع له.

إن هؤلاء لا تقتصر التربية في نظرهم على الصراخ والتخويف فقط، إنما يروون أن إلحاق الأذى الجسدي أيضًا بالضرب افضل طريقة لتربية الاطفال المزعجين وكثيري الحركة، والهدف -كما يظنون- خلق أطفال منضبطين ينفذون الأوامر بحذافيرها.

وبينما يستمر هؤلاء الآباء في أفعالهم يتأثر الطفل بصورة سلبية ويكتسب صفات سيئة، مثل:

  • مشاكل عاطفية وسلوكية.
  • ميل الطفل إلى العنف والعدوانية في شتى أموره.
  • عدم احترام الوالدين ومعاملتهما بسوء كلما سنحت الفرصة , علاج عدم الثقة بالنفس عند المراهقين
  • انعدام الشعور بالأمان وعدم الثقة في الآخرين.
  • التردد المستمر والشعور بالعجز عند اتخاذ قرارات مصيرية.
  • التبول اللا إرادي، وذلك نتيجة لطغيان مشاعر الخوف على الطفل، بالتالي تحدث تغييرات في فسيولوجيا الجسم تجعله غير قادر على حبس البول.

إذن هل الدلال هو افضل الطرق لتربية الاطفال؟

لا ينبغي أن نتجه إلى الدلال الزائد هربًا مما تخلقه القسوة داخل نفسية الطفل، فهذا الأمر يسبب -هو الآخر- مشاكل لا تنتهي؛ تبدأ بنزع الطمأنينة والرضا.

لهذا لا يمكن ضم الدلال إلى الاساليب الصحيحة في تربية الاطفال، فهو يوّلد لنا شخصًا حاقدًا لا يتمنى الخير لأي حد غير نفسه.

افضل الطرق لتربية الاطفال

إن الحل الأمثل لاتقاء المشاكل السابقة هو التوسط بين الطريقتين؛ القسوة والدلال، وعدم الميل إلى أحدهما بشدة، ويُعرف ذلك بالحزم الإيجابي، ويشتمل على قوانين تربوية ومبادئ مدروسة بعناية من الأخصائيين النفسيين.

أفكار أخرى خاطئة في طريقه تربيه الاطفال

غير القسوة والدلال، أسلوب آخر يتبعه الآباء ألا وهو: التسلط والسيطرة الذي يؤدي إلى إضعاف شخصية الطفل كثيرًا، ويجعله ميالًا إلى اتباع الآخرين في كل شأن (يطلق عليه أحيانا ضعف الثقة بالنفس)، بالتالي نبدأ في البحث عن اسباب عدم الثقة بالنفس عند الاطفال وكيفية الخلاص منها. 

وهكذا لا تنتهي مشكلة إلا وتبدأ أخرى، وكل ذلك بسبب سوء أسلوب التربية المُتبع.

هناك أساليب أخرى لا ينبغي اتباعها عند تربية الأطفال، هي:

  • الحماية الزائدة، عبر القيام بكل المهام نيابة عن الطفل، بالتالي ينشأ غير قادرٍ على تحمل المسؤولية، ويكون سريع الشعور بالإحباط، وبهذا يكون الأبوان قد صنعا طفلًا زجاجيًا هشًا نفسيًا لا يمكنه الاعتناء بنفسه.
  • الإهمال، وذلك من خلال ترك الطفل يسلك أي سلوك دون توجيه، فيصبح لا يميز بين ما هو صواب وما هو خاطئ.
  • التذبذب في المعاملة، ويحدث ذلك عندما يُثاب الطفل على فعل تارة ويُعاقب عليه تارةً أخرى.

بعد كل تلك الأفكار تكون قد تكونت في أذهاننا فكرة بسيطة عن ماهية الأساليب الخاطئة في تربية الأطفال، ولعل هذا يكون مدخلًا جيدًا لـ علاج ضعف الشخصية عند الأطفال الذي يرتبط بأساليب التربية، وهو ما سنتناوله في مقال آخر.