ميزنا الله سبحانه وتعالى عن باقي المخلوقات بالقدرة على الكلام والتخاطب ليفهم البشر بعضهم البعض. والتخاطب عملية معقدة تستدعي الخوض عبر عدة مراحل للوصول إلى مرحلة الكلام والصوت، وإذا حدث أي اضطراب أو خلل في أي من تلك المراحل، قد تتأثر اللغة والنطق بالسلب.

في مقال اليوم نتعرف على تفاصيل عملية التخاطب، ونستعرض اضطراباتها،كما نتعرف على طرق علاج مشاكل التخاطب عند الاطفال .

 

ما هو التخاطب؟

التخاطب يعني الاتصال أو التواصل اللفظي بين البشر، وهو عملية نقل وتبادل المفاهيم والأفكار بين الأفراد والجماعات. 

تتضمن أهم وسائل التخاطب الوسائل البصرية والسمعية، والتي يُستَخدم فيها الصوت والضوء لإرسال المعلومات، والعين والأذن لاستقبالها.

لا يميز الكثير من الأشخاص الفرق بين اخصائي التخاطب و اخصائي تعديل السلوك،  فالأول يساعد الأفراد على تنمية وتطوير قدراتهم على التواصل وعلاج اضطرابات اللغة والنطق، أما الآخر فيستخدم فنيات وأساليب محددة لتغيير سلوك الطفل غير المرغوب فيه اجتماعيًا واستبداله بسلوكيات أخرى أفضل.

اعرف كيف تجد دكتور نفسي اطفال  متخصص

يعتمد علاج مشاكل التخاطب عند الاطفال على عدة أمور، أهمها:

  • تقييم ومعالجة حالات الاضطرابات اللغوية، كالتأخر اللغوي لدى الأطفال.
  • تقييم ومعالجة اضطرابات الصوت، ومنها الخنف.
  • التقييم والتأهيل اللغوي لحالات ضعاف السمع.
  • تقييم ومعالجة اضطرابات الطلاقة الكلامية التي تعوق معدل الحديث وسرعته، كالتلعثم واللجلجة.

 دعونا -خلال السطور القليلة القادمة- نوضح ماهية اضطراب التلعثم، ونتعرف على طرق علاج التلعثم عند الأطفال.

اقرأ ايضا : علاج ضعف الشخصية عند الأطفال .

ما هو التلعثم؟

يُعد التلعثم واحدًا من أنماط اضطرابات الطلاقة وأكثرها شيوعًا فيما يتعلق باللغة والكلام، وهو ذلك الاضطراب الذي يؤثر على  طلاقة الكلام وإيقاعه ومعدله، وغالبًا ما يشير إلى التوقفات اللاإرادية أثناء الكلام.

يتسم التلعثم بحدوث تردد غير طبيعي أثناء الكلام سواء لحرف أو كلمة أو حتى جملة، وقد يتضمن الإطالة في بعض أجزاء الكلام.

يعيش الطفل المتلعثم حالة من القلق ويعاني مشاعر النقص وعدم الكفاءة بينه وبين أقرانه، ومن الممكن أن تؤدي تلك المشاعر السلبية إلى ممارسته سلوك غير ملائم.

وتظهر اللعثمة عند الاطفال غالبًا من سن السنتين إلى عُمر ست سنوات، وتتضمن أسباب الإصابة بالتلعثم:

  • العوامل الوراثية.
  • معاناة بعض المشاكل النفسية.
  • مشاكل عضوية تؤثر سلبًا على طلاقة الكلام.

علاج التلعثم عند الاطفال

قبل أن نتعرف على علاج التلعثم عند الاطفال علينا أولًا أن نسأل: ما هو السن المناسب لعلاج تلك المشكلة؟ 

يبدأ علاج التلعثم مع اكتشافنا معاناة الطفل ذلك الاضطراب، وكلما عولج الطفل مُبكرًا، تحسنت النتائج وصارت أكثر فعالية.

يعتمد علاج مشاكل التخاطب عند الأطفال، ومنها التلعثم، على ممارسته لبعض التمارين لزيادة قدرته على التحكم بالكلام. تتضمن تلك التمارين:

  • التنفس الضلعي: برنامج يعتمد على ممارسة تمارين لإطالة النفس، كأخذ نفس عميق وحبسه في الرئة مدة معينة، وتمارين نفخ البالون، وغيرها من التمارين التي تساعد على إطالة التنفس.
  • الإلقاء مع التسجيل: تسجيل نص يحفظه الطفل ثم يردده كي يعتاد اللسان على قراءة النص ونطق الكلمات بصورة صحيحة.

كما تتضمن وسائل علاج مشاكل التخاطب عند الأطفال:

  • العلاج السلوكي للطفل: يتطلب تعديل سلوك الطفل التعاون بين كامل أفراد الأسرة وبين الأخصائي النفسي طوال مدة العلاج.
  • العمل على تنمية مهارات الطفل وإكسابه الثقة بنفسه من خلال تشجيعه ومدحه أمام الآخرين.
  • تعويد الطفل أن يتكلم ببطء وهدوء، مع أخذ نفس بين نطق كل كلمة وأخرى.

يعتبر فن تربية الأبناء والتعامل معاهم من الأساليب المساعدة على علاج مشاكل التخاطب عند الاطفال، لذلك نقدم بعض النصائح للتعامل معهم بطريقة صحيحة:

  1. عدم السخرية من الطفل والتعامل معه كفرد طبيعي دون تنمر.
  2. عرض الطفل على اخصائي تخاطب لعلاج المشكلة دون تأخير.
  3. الاستماع الجيد للطفل والإنصات لما يقوله، والتحاور معه.
  4. تشجيعه عند التحدث ونطق الكلمات بطريقة صحيحة.

نتمنى لجميع أطفالنا دوام الصحة والتفوق. يمكنكم التعرف على المزيد من المعلومات المتعلقة بالعناية بصحة الطفل النفسية عن طريق تصفح مدونتنا.